shimery.com
New Page 1
 
shimery.com



سفارة اليمن بمصر


مقالات                      

تفاصيل المقالة
عن بلد الاغتصاب رواية في كتاب 
 من اجل القضايا العربية

    صدر بتاريخ (2005)

عن بلد الاغتصاب رواية في كتاب
(رجل عدن) والسيدة ذات العيون الزرقاء
الكتاب في طريقه للأسواق، والكاتبة مبدعة أديبة أسبانية في الشعر والرواية والسرد، إنها كلارا خنيس مؤلفة كتاب خيول الحلم، وهذا الكتاب رجل عدن آخر رواياتها – كتبتها بعد عودتها من صنعاء، ومن وحي زيارتها لليمن بدعوة من جامعة صنعاء، وحضرت اللقاء الشعري العربي الأسباني، والذي هدف إلى الجمع بين حضارتين وثقافتين، لقد اندهشت لروايتها السردية التي لا تحمل صورة إبداعية فاتنة عن اليمن، وعن رجال اليمن، ولا عن نساء اليمن، بل صبتها صبًا على جانب الحكاية القصصية القريبة إلى حكاية عن واقع، وعن صدمة نفسية تعرضت لها في سياق وصفها للإنسان اليمني المتوحش جنسيًا، والذي يغتصب كل جميلة ذات أعين زرقاء حاسرة الرأس.
لقد كان الاغتصاب غير المبرر هو التجربة القاسية التي خرجت بها من زيارتها لليمن، وصنعاء، وعدن.
والناشر لهذه الرواية دار سنابل المصري، الذي يهتم صاحبه (علي حامد) بنشر الإبداع للإبداع، ولثقافته ووعيه.
وليس بصفتي سفيرًا لليمن أتناول الحديث عن هذه الرواية التي لا أراها إلا شوهت بالمثقف اليمني، وعرَّت تفكيره – ظلمًا – عندما صورته إنسانًا اغتصابيًا جنسيًا حتى لضيفته، وزميلته في رسالة الثقافة والإبداع، ولكن بصفتي أحد شعراء ومثقفي اليمن الذين آمنوا برسالة الإبداع بين الأمم، وليس بصفتي رجلا يمنيًا أصابته وصمة التهمة بالاغتصاب من رجال بلده، ولكن لأني أعتقد أن عولمة الإعلام، والثقافة والإبداع يجب أن تسهم مع حركة الترجمة في إيجاد مناخ يدفع للمزيد من التواصل، والحب بين المجتمعات.
فالثقافة، وصنعاء، وعدن، وحضارة اليمن شيء، والنزوة أو الثورة الجنسية في صديق الكاتبة (كلارا خنيس) شيء آخر.
فلو أن لمكان الاغتصاب ضلع في دوافع الجريمة، فلن تكون صنعاء وعدن إلا الأقل حظًا من جرائم الاغتصاب، إذا ما قارنا اليمن بمدريد، أو برشلونة، أو لندن، أو باريس.
فالحركة السياحية اليوم، وإرادة التنقل بين الشعوب، والسياحة الثقافية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بثقافة الرواية، والقصة التي قد تصبح فيلمًا سينمائيًا، أو مسرحية، أو مسلسلا تلفزيونيًا يقزز القلوب، وقد ينفر الأمم من بعضها.
إن رواية الصديقة (كلارا خنيس) أساءت بقصد أو بغير قصد إلى رجل اليمن، وإلى المجتمع اليمني، بل إلى المثقف اليمني.
أنا لا أدافع عن المظاهر اللباسية، ولا عن أعراف وتقاليد اجتماعية يمنية، فليس لدي شيء من عقيدة القداسة للزي، أو العادات الاجتماعية لأي قطر، كما لم تكن رغبة الدفاع عن أي رجل أو إمرأة من الجانب الجنسي، لكن الصدمة التي منيت بها الصورة الذهنية عن اليمن بسبب هذه الحكاية المحورية في اتجاهات القصة التي قامت عليها الرواية.
فالمبدعة كالمبدع، من حق أيهما شاء أن يتخيل أو يرسم صورة انطباعية ذهنية عن مجتمع ما أو شخص ما أو حدث ما، ثم ينسج النسيج الابداعي في النص من وحي الخيال.
أما أن تأتي الرواية من وحي زيارة ميدانية، ورحلة حقيقية إلى اليمن ضمن وفد في مؤتمر ثقافي إبداعي لأي مكان، مدفوعة الأجر، وافية الثمن، محمولة بالزاد والراحلة، مستضافة، وتأتي النتيجة بصورة مشروخة أو تجربة مريرة لهذه الرحلة، وتقوم بنشر حكايتها في مجتمعات لا تعرف اليمن، ولا أهل اليمن، وتُكتب الرواية بعدة لغات، فإن ألف سفير، وألف مهرجان، وألف مؤتمر، وألف مجلة لا يمكنهم تصحيح الصورة، أو إلحام الشرخ الذي تركته الصورة الذهنية في رواية اغتصابية كرواية الأديبة (كلارا خنيس) عن اليمن، وعن رجل يرتدي النقاب ويفتح غرفتها ليغتصبها، لأن تهمة الاغتصاب في حد ذاتها مثيرة، وطريقة الاغتصاب أيضًا أكثر إثارة، ففي الشرق بدافع الغيرة، وفي الغرب بدافع الإثارة التعويضية.
وهنا سأترك الأديبة الأسبانية تحكي فصلا من روايتها المبنية على حكاية اغتصابها في اليمن دون أي تدخل أو تحوير.
(أخذت كتابًا لـ (أمل) رغم أن رغبتي كانت ضد العودة إلى بهو الفندق، وعندما فتحت الباب في طريقي للخروج شعرت فجأة ضغطًا على الباب، شخص ما يدفعه من الخارج، ويدفعني معه، يدخل من الباب ويغلقه ثانية بعدها أشعر أني ملتصفة بالحائط، وعينا (أمل) مركزتان عليَّ، تكبلني يداه (ماذا تفعل؟) أقول، وأهرب منه، لكنه يمسك بي، أشعر بذراعيه القويتين تحاصرانني، رأسه، شفتاه انطبقتا على شفتي ولسانه يفتح طريقه بين أسناني بعنف لا أفهم ما يحدث، تنغرس أصابعه بين ضلوعي، بطنه تسحقني، وتخنقني، لا أستطيع التحرك رغم محاولات الهرب، أتمكن من تحريري من فمه (أمل ماذا تفعل) أكرر.
لا أكاد أفصل نفسي عنه حتى أجد شفتيه تطبقان على شفتي من جديد، ويد عنيفة تمسك برسغي وتثبتهما خلف ظهري بينما اليد الأخرى تندفع بين فخذي، أتمكن من إبعاد شفتيه عن فمي مرة أخرى، أعضه، لكنه يغرس أسنانه بينما يواصل فتح طريقه، رافعًا طرف الفستان، ركبته تتقدم بين فخذي، ويدفعني في الوقت نفسه إلى أسفل، وينحدر معي على الأرض، أشعر بحرارة رطبة تمر عبر صدري بين الجسد والفستان، وثقل جسده في ركبتي، ويعريني بجذبة واحدة، يتحرر اللحم وتتقدم يده في العانة، بينما الأخرى تواصل إمساكي من رسغي، وفجأة أشعر بعضوه هناك عصبيًا وناعمًا، يلامسني بحثًا عن طريقه بين العشب داخلا إلى العمق، بذبل قوة رسغي للحظات بينما يواصل ضغطه على جسدي في الأرض لا أزال أقاوم، أحرر ذراعي وأضربه بقبضتي يعتدل مغروسًا في بطني يسحب الفستان بكلتا يديه، يسحبه كله حتى يقفز ثدياي العاريان ويعضهما هو، يعود إلى تغطية جسدي بالكامل، الفم الكتفين، ورأسه على رأسي ويحتضنني بقوة وحشية فأشعر بالدوار.
أفتح بعدها عيني كان ينظر هو إلي مبتهجًا، يعود إلى الإطباق علي مرة ثم مرة أخرى ينقلب الحر والاختناق إلى عرق، الكليتان تبدوان كحفرتين عميقتين، الجسد كله ممزق، يخر أمام تيار داخلي... يميل العنق، تصعد حشرجته إلى الصدر ويتملك الظهر انفصام حلزوني كما لو كان انفصام الحبل الممسك بالعمود الفقري، تصطدم الرأس بالحائط مدفوعة بحركة المقاومة، ارتعش يعتصر ثدي بيديه، ويسحبني من كل جسدي يزداد ارتعاشي فيما يخفف هو من حدته، إلى أن تهمد حركتي دون أن يتركني ارتعش برغم الانحباس يقف هو بعدها على قدميه، تعرى يأخذني بين ذراعيه ويدخل معي تحت الدش يسقط تيار الماء قويًا لبعض الوقت، البرد الذي يخمد الجلد، يغرق الشعر، يعيد الهدوء إلى اللحم، عندما أخرج أشاهد في المرآة أن كتفي وصدري مغطى بأشكال أرجوانية، أبحث عن عيني (أمل) المنعكستين تبتسمان لا أقول شيئًا يضعني هو بعد ذلك في السرير.
زينتي ملقاة على الطاولة، والفساتين، والبخور، وبتلات الياسمين. يلتقط خمارًا ويلقيه على وجهي.
أسير مع (فيلكس) مرة أخرى، في السوق يؤلمني الجسد، لم تكن لدي القدرة على الذهاب في الرحلة، معارض العطارة من جديد، والمناديل والتين والفاكهة المجففة، المقاهي حيث يعدون الشاي أو عصير الجوافة، ومشروبات باردة أخرى محرمة علينا جميعًا. (فيلكس) هو الأكثر شبابًا بين الأسبان وأكثرهم حديثًا معي. الآخرون يتجمعون معًا دائمًا ويكادون لا يقتربون من زملائهم العرب، أتقرب أنا، قال إنهم يحيطون بي وأنا أحيط بعيني. بينما كنا نتمشى، اكتشفنا فناء مستطيلا توجد فيه طاولات، أشياء معدة للشرب. وفتى أعمى يعزف على العود ويغني أغنيات تبدو قديمة جدًا، ولا أحد غيره هناك، جلست هناك متتبعة النغمات الموسيقية، فأدخل فيَّ الهدوء تقطيع الموسيقى، من وقت لآخر، جلبة لهب سريع بارتفاع متر، لأن هناك رجلا يعد النار، والفحم استعدادًا للشواء، بدائي جدًا ويلعب بالنار لجذب الانتباه وإبعادنا عن الانتباه للموسيقى، أو ربما ليبين لنا ببساطة قوة تلك النار والدخان الناتج عنها، وأهمية عمله، وأنه جزء من عمل سحري. سرعان ما تفوح رائحة اللحم المشوي فنأكل قطعًا ساخنة جافة قليلا لكنها لذيذة جدًا، فيما يواصل الصوت المشروخ تتبع نغمات العود، أدخل في تلك النغمات الشرقية، وأتسائل مرة أخرى لماذا أجد نفسي فيها إلى درجة كما لو كانت مكتوبة في دمي، بل أشعر أني أنتمي إليها أكثر من انتمائي إلى الموسيقى الغربية، أسأل نفسي أيضًا لماذا عندما أتجول في السوق، أشعر من جديد بالمسافة التي لا يمكن عبورها، ذلك الإحساس بأن شيئًا يفرق بيني وبين هذا العالم، أن أكون أنا وألا أكون واحدة منهم، أنا أكون مُراقٍِبة وليس مُراقَبة، ذلك الاختلاف الرهيب، إن جحيمًا يفصلني عن النساء المحجبات، يدفعني إلى عدم قبول الحجاب، رغم رغبتي فيه، لأنه يجعلني أكشف عيني فقط بل الوجه كله، والجسد. يؤلمني كتفاي، الصدر، الضلوع، ولا تفارقني عينا (أمل) اللتان أراهما من تحت الخمار، مثبتتين علي لفترة طويلة، تتنقلان من الإبتسامة إلى الشعور بالندم الكامل، وأنا ظللت ساكنة، دون أن أنطق بأي كلمة، ساكنة حتى بعد أن ذهب، بينما تبدد رائحة الياسمين الظلام، وتقرب بياض عقود الأعراس. لا، لن أكون أبدًا عروس صنعاء، لكن ربما أعرف الآن شيئًا، أعرف نمط وإحساس الرجال الذين يعتقدون أنهم سادة، يأخذون ما يريدون، ويختمونه بعلاماتهم، وبعدها يحجبونه، يخفونه عن الآخرين.) * وأخيرًا أود إلفات الوسط الثقافي والأدبي في اليمن بأن وسيلة الوصول للاغتصاب كتاب، والجاني مثقف من عشاق الكتاب. وإذا فازت الروائية الأديبة ببضعة ملايين من اليورو ثمنًا لروايتها تعويضًا عن عرضها الذي انتهك في اليمن ولو للرواية الخيالية فقط، وإذا فاز الأخ (أمل) بتهدئة ثورته الجنسية ومعاشرته الشقراء ذات العشب الأصفر، والعينان الزرقاوان، فما الذي ربحته اليمن، وما مقدار ما خسرته اليمن ماديًا ومعنويًا، وقبل أن أطوي صفحة مقالي، وأن ألوي عنان قلمي أتوجه داعيًا إلى وفاق مدروس بين الوسيلة، والهدف عندما نريد خدمة أرضنا، وإنساننا، وثقافتنا، وحضارتنا خاصة عندما تكون الحملة التشويهية مدفوعة الثمن من المال العام لليمن، وحقوق الجوعى، وقيمة الدواء للمرضى، وبديلا عن التيار الكهربائي، وعن قطرة الماء التي تحتاجها اليمن. ويكفي اليمن جرحًا تلك التشويهات التي كان من ورائها همجية الاختطاف للسواح في السنوات الماضية حتى قرأناها في مجلات الغرب أقاصيص مثيرة عن مغامرة السائح الغربي عندما يزور اليمن وما يتعرض له حتى قرأت عنوانًا عريضًا في إحدى المجلات يقول استمتع برحلة اختطاف سياحي في اليمن. والصديقة (كلارا خنيس) توحي روايتها بعنوان مشابه يقول استمتعي برحلة اغتصاب سياحي في اليمن.

 
  رجوع 
shimery.com
مقالات | ألبوم الصور | مؤتمرات | لقاءات صحفية | نشاط ثقافي
لمراسلة موقع السفير راسلنا علي
info@shemiry.com